الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

هل باع الفلسطيني أرضه؟


د. فايز أبوشمالة



لا داعي للرجوع إلى كتب التاريخ، وتقديم الدلائل على أن الفلسطيني لم يبع أرضه، وظل متمسكاً بوطنه حتى اللحظة الأخيرة، يكفي أن ينظر الإنسان إلى الواقع العربي والفلسطيني هذه الأيام، ويدقق في نتائج مؤتمر القمة العربي في "سرت" كي يدرك الأسباب التي أدت إلى ضياع فلسطين، وتشريد أهلها في أصقاع الأرض. وإليكم النموذج!

طرح ممثل فلسطين في مؤتمر القمة السيد محمود عباس أربعة بدائل تاريخية كما قال، حول أفق المفاوضات المباشرة مع (إسرائيل)ـ تخيلوا كيف تم اختصار قضية وطن الفلسطينيين، وقضية مقدسات المسلمين، وكرامة العرب ـ لقد تم اختصار ذلك في جملة (أفق المفاوضات المباشرة مع إسرائيل) (وكفى الله الفلسطينيين شر القتال، لأن السيد عباس لم يشر إلى المقاومة كأحد هذه البدائل التاريخية الأربعة، والتي جاءت على النحو التالي:

أولاً: تجميد الاستيطان واستئناف المفاوضات.

ثانياً: دعوة أمريكا للاعتراف بدولة فلسطين ضمن حدود 1967، وإذا لم يحدث، فالذهاب إلى مجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطين، وإن لم يحدث سنذهب إلى مجلس الأمن لفرض الوصاية على الفلسطينيين.

ثالثاً: في حالة الفشل، دعوة (إسرائيل) لاحتلال الموقع.

رابعاً: ترك السلطة ومغادرة رام الله.

ليرحمنا الله، وليغفر للفلسطينيين خطاياهم بحق وطنهم، لقد ضاعت الأرض، وانكسرت الريح في كرم الزيتون، لأن (إسرائيل) لن توقف الاستيطان، وأمريكا لن تتجرأ على الاعتراف بدولة فلسطينية تخالف هوى اليهود، ولأن مجلس الأمن أضعف من يقرر في هذا الشأن، وقد استبعد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط هذا البديل، ليبقى أمام السيد عباس دعوة (إسرائيل) لاحتلال الموقع. وأن يترك سيادته السلطة ويغادر رام الله، وهذا أهون الشرور حتى ولو جاء متأخراً، وبعد خراب مالطة.

هذه الصورة القاتمة التي تشرح كيف ضاعت فلسطين، ينسفها تقرير باللغة العبرية بثته الإذاعة الإسرائيلية صباح الأحد يقول: رغم نشاط الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية، ورغم التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فقد جاء استشهاد "نشأت الكرمي" و"مأمون النتشة" ليدلل على قوة حركة حماس في الضفة الغربية، وليؤكد على حجم التأييد الشعبي الفلسطيني للمقاومة، ورفض الفلسطينيين للمفاوضات مع (إسرائيل).

فإن صدق السيد عباس، وغادر رام الله، سيبدأ الفلسطينيون رحلة العودة إلى فلسطين.

ليست هناك تعليقات: