السبت، 12 ديسمبر 2009

إحالة 28 مديرًا أزهريًّا للتأديب لاعتراضهم على عزل زملائهم!



أصدر الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر قرارًا بإحالة 28 مديرًا لمعاهد أزهرية للتأديب بمقر قطاع المعاهد الأزهرية؛ لاعتراضهم على قراراته الصادرة بعزل حوالي 125 مديرًا للمعاهد، تعرض فيها بعض الطلاب للإصابة بوباء إنفلونزا الخنازير، رغم رصد فِرَق التصدي للوباء بقطاع المعاهد الأزهرية التزام المديرين بالتدابير الوقائية للتصدي لـ"الخنازير".

واحتوت رسائلهم الاستنكارية المقدمة لشيخ الأزهر هجومًا حادًّا على قطاع المعاهد الأزهرية، واتهامه بأنه السبب في اختراق الوباء للمعاهد الأزهرية؛ بسبب ضعف الدعم المادي والدعم الإرشادي الذي حال دون فهم الدور المنوط به المدير للتصدي لانتشار الوباء، مؤكدين أن التًّهم الموجهة لزملائهم باطلة؛ لأنهم بذلو أقصى وسعهم في تنفيذ التعليمات، مشددين على أن الإدارة تُخْفِي قصورها بمعاقبة من لا ذنب لهم.

وأكد الشيخ محمد خليل مدير معهد أزهري وأحد المحالين إلى التأديب أن عزل أكثر من 125 مديرًا بالمعاهد الأزهرية عقاب دون ذنب؛ يُخْفِي قصور قطاع المعاهد الأزهرية عن أداء دورها الكامل في أخذ الاحتياطات لعدم انتشار الوباء، واكتفائها بإلقاء جملة من التحذيرات والتعليمات المشددة دون توفير الدعم المادي والإرشادي الذي يتناسب مع حجم وضخامة الوباء، مشددًا على أن إحالتنا للتأديب قرار تعسفي نتيجة شكوانا التي اعترضنا فيها على عزل زملائنا دون ذنب، حيث أكدت فِرق التصدي للوباء بالقطاع التزامهم الكامل بالتعليمات.

وطالب الشيخ علاء سالم مدير معهد أزهري وأحد المعزولين الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ورئاسة قطاع المعاهد الأزهرية بالتراجع عن هذه القرارات غير القانونية، والتي لا تتسق بما واجهته وزارة التربية والتعليم مع مدراء ومعلمي المدارس بسبب انتشار الوباء، مؤكدًا أن القرارات في الأزهر تَصْدُر من خلال تقارير مغلوطه تُدِين مسئولين صغارًا قاموا بواجبهم بشكل كبير وليس لهم ذنب في الأزمة؛ لصالح مسئولين قصروا في أداء واجبهم الكامل، وعدم إتاحة الإمكانات للتصدي للأزمات التي تواجه العملية التعليمية في الأزهر الشريف.

وأضاف الشيخ عمر غلاب مدير معهد أزهري أن الأزهر يعاني عجزًا كبيرًا في الإمكانات والترتيبات التي تَبِعَتْ تفشي الوباء، خاصةً الإمكانات المادية والدعم الإرشادي المفترض توافرها من جانب القطاع والمشيخة، مؤكدًا أن الإدارة التعليمية بالأزهر لا تستطيع مواجهة الأزمات، وتتهرَّب من المسئولية بقرارات تعسفية تعاقب مديري المعاهد؛ باعتبار أنهم أصحاب السيادة الكاملة على المعاهد التي يديرونها، وأن القصور عائد إليهم بمفردهم، محذرًا من العواقب الوخيمة التي ستتبع هذه القرارات، والتي قد تؤدي إلى فتح ملفات فساد تُدِين شخصيات مهمة بالأزهر متعلقة بأزمة التصدي لوباء الخنازير وأزمات أخرى لاحقة.

كان قطاع المعاهد الأزهرية أصدر قرارًا بعزل حوالي 125 مديرًا لمعاهد أزهرية بمحافظات: الشرقية، والبحيرة، والدقهلية، والإسكندرية، والمنوفية، ودمياط، وإحالتهم إلى وظائف إدارية بالمناطق التابعين لها بعد إصابة طلابهم بفيروس إنفلونزا الخنازير، رغم صدور تقرير القطاع بالتزامهم بتعليمات التصدي لوباء الخنازير بمعاهدهم.

ليست هناك تعليقات: