السبت، 12 ديسمبر 2009

قمة الجوع والفقر


بقلم : هشام الهلالى
"الجوع كافر" هى عبارة مصرية خاصة مائة فى المائة ، ودائما ماتتردد فى هذه الايام بعد ان ضاقت احوال الناس ، بسبب افعال الحكومات البائسة المتعاقبة على مصر المحروسة ، وفى الآونة الاخيرة عقدت فى روما وعلى مدار ثلاثة ايام ، وكان عنوانها الرئيسى قمة الجوع بمشاركة قادة 60 دولة، القمة بدأت دراماتيكية حيث أعلن المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) جاك ضيوف صومه عن الطعام لأربع وعشرين ساعة، اثناء انعقاد قمة حول الأمن الغذائي وبعدها بساعات قليلة انضم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعمدة روما جياني اليمانو إلى ضيوف فى الصوم عن الطعام لمدة يوم كامل تعاطفا مع الجوعى المنتشرين فى جميع انحاء المعمورة ، المدير العام لمنظمة الفاو قال "إن العالم يمتلك الوسائل التقنية والموارد من أجل استئصال الجوع من العالم، لكن الأمر يتعلق بالإرادة السياسية ، الجوعى فى العالم وصل تعدادهم الى اكثرمن مليار نسمة بعد ان كانوا فى نهاية العام 2008، 900 مليون جائع ، وترجع منظمة “الفاو” ذلك الى الأزمة الاقتصادية العالمية والتى زادت من تفاقم الوضع بتأثيرها على العمالة وتعميق حدة الفقر.

ولم تنس المنظمات الحقوقية المصرية والعربية ان يكون لها دور على هامش قمة الجوع حيث وجهت 48 منظمة حقوقية مصرية وعربية، رسالة إلى قادة العالم المجتمعين بالعاصمة الإيطالية روما خلال قمة الغذاء ، طالبت فيها بإدراج انتهاك “الحق في الغذاء” ضمن الجرائم ضد الإنسانية،وقالت المنظمات، في بيان لها، إن “مشاهدة طفل إفريقي يموت جوعا على شاشات الفضائيات هو بمثابة مشاهدة جريمة قتل بدم بارد سبقها تعذيب بطيء”. وتابع البيان: “مشاهدة طفل يموت جوعا لا تختلف عن مشاهدة الجرائم “الإرهابية” والقتل الجماعي فالفرق بينهما أنه في الأولى القاتل غير ظاهر ومجهول بالنسبة للضحايا وفي الثانية القاتل واضح ومعلوم ويعلن عن مسؤوليته عن جريمته”.

المفاجأة الكبيرة حدثت من منظمة العفو الدولية ، حيث طالبت في تقرير جديد السلطات المصرية باتخاذ خطوات فورية لحماية سكان القاهرة الأكثر فقراًَ، والذين قالت إنهم يعيشون في مناطق غير آمنة ويتهددهم خطر سقوط كتل صخرية ومخاطر أخرى ، ووجه تقرير المنظمة الصادر بعنوان (دُفنوا أحياءً: سكان المناطق العشوائية في القاهرة بين فكي الفقر والإهمال) تأنيباً شديداً للسلطات المصرية على ما اعتبره تقاعسها عن اتخاذ خطوات فعالة لحماية سكان منطقة الدويقة، وهي منطقة عشوائية في حي منشأة ناصر بالقاهرة، من انهيار صخري مميت في 6 سبتمبر 2008،
التقرير دعا السلطات المصرية إلى تخفيف حدة المخاطر التي تهدد الأرواح في المناطق غير الآمنة في القاهرة الكبرى وعددها 26 منطقة، وحماية حقوق السكان في الصحة والمسكن الملائم، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية لم تقم باجلاء السكان الفقراء من منطقة الدويقة قبل وقوع كارثة عام 2008، بالرغم من أن خطر الانهيار الصخري كان أمراً معروفاً ، الغريب فى الامر ان السلطات المصرية اكدت إن حادث الإنهيار الصخري في الدويقة أدى إلى مصرع 107 أشخاص وإصابة 58 شخصاً بجروح، لكن الناجين من الكارثة أكدوا أن أعداد القتلى والجرحى أعلى من ذلك، وأن الكثير من أفراد أسرهم ما زالوا في عداد المفقودين .

مالكوم سمارت مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية قال إن آلاف الفقراء في مصر يقعون فريسةً بين فكي الفقر والإهمال ما قد يؤدي في نهاية الأمر إلى موتهم، ويتعين على الحكومة المصرية أن تسارع إلى معالجة المخاطر التي يواجهها من يعيشون في مناطق تُوصف بأنها غير آمنة، وأن تعمل على إيجاد حلول بالتشاور مع المتضررين بشكل مباشر ، وانه لا يزال كثير من سكان الدويقة وغيرها من المناطق غير الآمنة، يعيشون في خوف على منحدرات خطرة أو تحت خطوط كهرباء ذات توتر عال لأنهم لم يجدوا أي مكان آخر يلوذون به، بعدما حُرموا من أن يكون لهم صوت فعال وقُوبلوا بالتجاهل إلى حد كبير من أولئك الذين بيدهم مقاليد السلطة ،وأن سكان المناطق العشوائية يعيشون حياة تتسم بالحرمان والإهمال وافتقاد الأمان واستمرار خطر الإخلاء القسري، مبينا انه ينبغي على الدولة أن تضمن حق هؤلاء السكان في المسكن الملائم وأن تضع حداً لعمليات الإخلاء القسري ، والواضح من كلام عم سمارت انه لسه جديد ومايعرفش ان المصريين يعيشون تحت اى ظروف بائسة او ضاغطة ، وربما فوقها ايضا والحكومة فى مصر المحروسة ياعم سمارت علمت الناس تمشى على الحبل وجنب االحائط وربما داخل الحوائط ، وهذا شئ تراه الحكومة جيدا لكى يتعايش الناس الغلابة مع أحلك الظروف ، يمشوا على خط الفقر وتحت خط الفقر ، والجديد عندنا فى مصر ان الناس ملاقيتش حاجة تعيش فيها ، قاموا بنوا عشة فوق خط الفقر ، لكن للاسف خط الفقر اصبح مهدد بالانهيار زى صخرة الدويقة واحتمال ينقطع فى اى وقت .

ليست هناك تعليقات: