الخميس، 11 فبراير 2010

بعد.. الفاصل!


بقلم : حسن المستكاوى

أعود بعد فاصل وهو ليس من الفواصل التى يحبها أهل التليفزيون، ويتباهى بها مقدمو البرامج كلما كثرت، لأنها تعنى زيادة الإعلانات، وتؤكد نجوميتهم .. ولكنه فاصل فيه الكثير من الحزن والألم الشخصى، لرحيل إنسان كان بالنسبة لى أبا ثانيا، وسوف أفتقد حواراته وأسئلته التى لاتتوقف عن كرة القدم ونجومها. فكان حسن الظن بى، ويعتقد أن كل خبر سيكون صحيحا عندى. وكثيرا ماخيبت ظنه، لأن نصف الأخبار المتداولة مشكوك فى صحتها، مثل الأهداف التى يتحدث عنها الخاسرون دائما!

أعود بعد فاصل شديد الصعوبة على النفس، وهو يمثل اختبارا للأعصاب، وللبشر، ففى تلك المواقف تعيد اكتشاف قيمة الناس، وتجد من هم بجوارك هم دائما من كانوا بجوارك فى كل محنة أو لحظة ألم. لكنك قد تكتشف وجوها جديدة، وترى أن «الجدعنة»، بمعناها الحرفى والشعبى مازالت موجودة، لم تغادر مصر أو شعبها. ترى الإنسان الجدع، والإنسانة الجدعة.. ومثل نداءات أولاد البلد فى احتفالاتهم وأفراحهم، أهتف: وللجدعان ألف سلام!

أعود بعد فاصل، من الفواصل التى بدأت تكثر فى محيطنا مع التقدم فى السن، لكن الفواصل، قصرت أو طالت، تجعلك تظن أنك ستعود وتجد تغييرا حدث، لكن كل شىء كما هو..!

خسر الأهلى فأصبح الحكم مسئولا، والفريق سيئا، والبدلاء دون المستوى، والبدرى متسرعا، والمستقبل مظلما . ويذهلك أن الذين يلقون علينا بتلك الكلمات هم أنفسهم الذين كان يلقون علينا قبل أسابيع أن الأهلى كان متهما بمجاملة الحكام له، وأن الفريق كان رائعا، وأن البدلاء فوق المستوى، وأن البدرى عبقرى، وأن المستقبل مشرق..

إنها الأحكام السريعة المطلقة، التى ترفع فرقا وبشرا ثم تسقط نفس الفرق ونفس البشر.. وسوف أنتظر يوم يفوز الأهلى فى مباراة قادمة وتالية لأرى ياترى ياهل ترى كيف يواصل هؤلاء إبداعهم؟!

الأهلى خسر مباراة وهى الأولى فى الدورى الحالى، والأولى من الغزل خلال 15 سنة وقد تكون الهزيمة بداية هبوط الفريق من فوق التل، وقد تكون خسارة فى مباراة شأن كل الفرق التى تلعب كرة القدم فى المجموعة الشمسية!

عدنا من الفاصل، وقد فاز الزمالك، والإسماعيلى وضاق فارق النقاط بينهما وبين الأهلى، ووجدنا حياة فى أداء الزمالك وحيوية فى قدمى المحمدى، فيما كان أحمد حسن لاعب المحلة الحالى، هو صاحب الهدف الثانى فى مرمى فريقه السابق الأهلى، وكان حسن لاعبا سابقا فى الغزل.. ألم أقل لكم عدنا من الفاصل، ولم نجد أن شيئا واحدا قد تغير .. أعرف أنكم تسألون الآن: «يعنى إيه تغير وتغيير»؟!

شوفوا القاموس المحيط.. «ده إذا كان لسه فى مصر»؟!


ليست هناك تعليقات: