الخميس، 11 فبراير 2010

استهبال منقطع النظير


(هل سأل أحد نفسه؛ لماذا بلغ سعر أنبوبة البوتاجاز في مصر 30 جنيهًا وأكثر؟! الإجابة هي نقص المعروض والتهريب إلى غزة.. ما زالت هناك أنفاق في مصر حتى وقتنا هذا، ويتم تهريب أنابيب البوتاجاز منها لتباع في القطاع بـ475 جنيهًا!).



هذا ما كتبه رئيس تحرير صحيفة قومية رديئة التوزيع في زاوية بالصفحة الأخيرة، ويوقعها باسم المصري.



ومعنى هذا الكلام الذي سطره الكاتب الأول الحاصل على جائزة هُوبل في سبّ حماس والحمساويين بمناسبة وبدون مناسبة؛ هو أن ثمة أزمة طاحنة في غزة لدرجة أن أنبوبة البوتاجاز وصل سعرها بعد تهريبها إلى 475 جنيهًا، في حين أن سعرها يجب ألا يتعدي الخمسة جنيهات.



وهذا الكلام لا جديد فيه إذ يعرف العالم كله من ألاسكا إلى جنوب إفريقيا ومن هاييتي المزلزلة حتى أمريكا ومَنْ حُرِق في محطة طاقتها يوم نشر هذا الكلام!



ولكن العجيب العجاب أن تنشر جميع صحفنا المسماة بالقومية في اليوم السابق لهذا الكلام أي يوم السبت تصريحات المدعو أبو مازن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته منذ أمد بعيد، بعد استقباله رؤساء تحرير الصحف المصرية.



وأعجب ما تصدرت به صحفنا القومية من تصريحات هذا الرجل الذي لا نجد له وصفًا إلا الإجرام في حق وطنه وفي حق الإنسانية بهذيانه هذا المفضوح، الذي يخجل الصهاينة من ترديده أو التفكير مجرد التفكير بالتفوه به.



لقد نقلت صحفنا القومية- بكل خيبة واستهبال- تصريحات عباس التي أكد فيها أن جميع مقومات الحياة متوفرة في غزة، وأن الأنفاق يتم استخدامها لتهريب المرسيدس والأسلحة وغيره مما لا علاقة له بحصار أو خلافه.



وأكد أن جميع السلع يتم إدخالها إلى غزة عبر منفذ رفح وإيريز!



إن هذا الكلام يصلح أن يردده رئيس عصابة أمام وكيل نيابة، أما أن يقول من يدعي إنه الرئيس الشرعي للفلسطينيين، دون ضغط أو سويدي أو حتى ستة استعد؛ فهذا لعمري استهبال ليس له نظير في التاريخ السحيق أو الحديث أو القادم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إلا إذا شاء الله وبارك في ذرية عباس وأمثاله.



أما السيد المذكور وجميع رجال صحافتنا الذين يتهمون الإخوان بعدم استخدام عقولهم والانسياق التنظيمي الأعمى وراء قياداتهم، نقول له ولهم: ولماذا لا تستخدمون عقولكم أنتم ولو مرة واحدة حتى نحترمكم ونصدقكم؟



فكيف تكون غزة لا تعاني من الحصار، وتكون أنبوبة البوتاجاز بـ475 جنيهًا؟



حقًّا إذا لم تستحِ أو كنت رئيسًا لتحرير إحدى الصحف القومية فافعل وقل واكتب وانشر ما تشاء!

ليست هناك تعليقات: