الجمعة، 19 فبراير 2010

العزوة بالعدد وبمستقبل البنت والولد


19/2/2010 م


بقلم : د. حسن الحيوان


"وقفه مصرية" مشروع قومى يتبناه الرئيس شخصيا واعلاميا يتم تمويله وتسويقه على نطاق واسع جدا لاقناع المصريين بأن الزياده السكانيه هى سبب كل المشاكل وأن"العزوه مش بالعدد العزوه بمستقبل البنت والولد"والاستجابه لهذا المشروع فى حدذاته ضعيفه جدا خصوصا فى الريف والصعيد المستهدف أصلا بمصطلح العزوه..فما الحكايه وأين العزوه المصريه؟أين المشروع القومى الحقيقى؟

-وقفه بهذا الحجم أول مره منذ حكم مبارك تعنى اعتراف رسمى معلن بأن مصر على حافة الهاويه..واذا استمر التدهور سيحدث الانفجار وهذا صحيح باتفاق الجميع والمشكله فى تحديد اسباب التدهور واتخاذ اللازم باتجاه الحلول بتخطيط مسبق بدلا من سياسة المسكنات للازمات,, كارثة السيول وأنابيب البوتاجاز والفتن الطائفيه والعنف المجتمعى وخلافه.

-المنطق والواقع العالمى يؤكد التلازم الوثيق بين الكم والكيف لا يوجد اى ثمره لكثرة العدد بدون الكيف ولايوجد اى قوه ولاعزوه ولاتأثير بالكيف بدون العدد,اقليميا تركياوايران العددمقارب لمصر,السويد وفنلندا والامارات نجدالوفره الماليه وأعلى مستوى دخل للفرد دون قوه أو تأثيرعالمى, لايوجد دوله واحده كبرى قويه عالميا(ولا دوله مؤهله لذلك)ذات عدد سكانى قليل ولذلك القوه الاقتصاديه تنبع ليس فقط من الوفره الماليه بل مع اضافة القوه الشرائيه بالكثره,وبالقوه الاقتصاديه حتى بدون القوه العسكريه تتحقق التنميه والتأثير مثل ألمانياواليابان
,ولذلك كندا تحاول جذب السكان بالهجره من جميع أنحاء العالم لتعظيم الثروه البشريه.فهل ياترى اذا كانت مصر 40أو 30مليون هل كنا سنصبح بهذا الثقل الاقليمى؟وهل سنكون داخليا فى وضع أفضل من حيث الحريات والديمقراطيه والتنميه؟.
-أما هويتنا الثقافيه والحضاريه النابعه من الاسلام تدعو للتكاثر بل التفاخر بالكثره لكن المعضله فى السطحيه الفكريه بالتركيز على مظهر الدين دون الجوهر خصوصا الكم دون الكيف فى كل المجالات(الهكم التكاثر) الجوده والتجويد مفتقد بشكل عام,,فلماذا نعرف تجويد القرأن على أنه تجويد القراءه فقط الواجب اسلاميا تجويد القراءه والفهم والعمل بكل ايات القرأن,لا أعلم فى الاسلام أى توجيه الى الكم بدون الكيف ولا الى الواجب الشرعى,الفردى الخاص دون المجتمعى العام وهكذا,والجدير بالذكر تصريحات شيخ الازهر بأنه ليس للدوله ان تتدخل بالتوجيه فى الشأن الداخلى للاسره فضلا عن فتاوى الشيخ السابق جاد الحق رحمه الله الاكثر تركيزا فى نفس الاتجاه والذى كان يرفض كل المجهودات الرسميه فى هذا الشأن مثل مؤتمر السكان 1994بالقاهره.
-الخلاصه:لا يوجد فى مصر كثافه سكانيه مقارنة بالمساحه,المشكله فى ازدحام القاهره وجزء من الدلتا نتيجه لسوء الادارة,ومصر معروفه بالخيرات الطبيعيه والموقع الجغرافى والمناخ الممتازونهر النيل والامكانات السياحيه منقطعة النظيرفضلا عن الثروه البشريه والعمق الحضارى,,مصر خلقت لتكون دوله مركزيه ليس فقط عربيا واقليميا بل اسلاميا,مصر مذكوره فى القرأن كما وكيفا بما يؤكد ذلك ولا أعلم عن اى دوله اخرى ذكرت فى القرأن.
-المشروع القومى:
أولا : اطلاق الحريات العامه وتحقيق الديمقراطيه ونزاهة كل الانتخابات وهو الاصل المستهدف ضمن اساسيات حركة 1952 ولم يتحقق شئ من ذلك حتى الان بل تم التراجع,ويمكن تخفيض الطموح كما يلى,,,
ثانيا:تنمية سيناء,لا يوجد اى عوائق عمليه لتحقيقه كمشروع يلتف حوله الجميع لاستيعاب عدة كوارث اجتماعيه واقتصاديه متشابكه,الفقر والبطاله وعدم الزواج وانفجار ازدحام القاهره ومشكلة بدو سيناء فضلا عن التوازن الديمجرافى فى مواجهة اسرائيل.فما الذى يمنع؟؟
-لايعنى كل ماسبق أننا ندعو لزيادة التكاثر,كأولويه حاليا,لكن اذا وجدت الثروه البشريه,فالمنطق والواقع والهويه,كل ذلك يؤكد على ضرورة ادارة لا ابادة الثروه البشريه,كفريضه شرعيه وحتميه حياتيه, بدلا من تعليق المشاكل على شماعة الزياده السكانيه .
-لايوجد اى ثمره من اى مشروع الا بتفعيل العلاقه بين الدوله والمجتمع لتحقيق الاستجابه والمشاركه وصولا لانجاز المطلوب ولا أمل الا اذا انطلق الجهد والعمل من الهويه الثقافيه والحضاريه للشعب .
-لاولى الامر أتوجه,,اذا لم نبدأفى مشروع استراتيجى نستثمر فيه مصادر قوتنا الكثيره فسوف ينتهى الامر الى التبديد الكامل لهذه المصادر بما يترتب على ذلك من عواقب شامله وخطيره.

ليست هناك تعليقات: